إعداد: د. جورج زابيطه
أخصائي الجراحة العظمية والرضية
هل تعاني منذ فترة قصیرة من آلام أسفل الظھر وترید معرفة مصدر ھذه الآلام وطریقة معالجتھا وما یمكنك فعله لمواجھة ذلك؟ في هذا المقال نقدم لك معلومات حول أسباب هذه المشكلة وأساليب علاجها. ھذه المعلومات مخصصة للأشخاص الذین يعانون من الأعراض منذ مدة تقل عن 6 أسابیع.
لمحة سريعة:
- تعتبر آلام أسفل الظھر كثيرة الحدوث. نتحدث عن آلام أسفل الظھر غیر النوعیة في الحالات التي یكون سببھا لیس خطیراً ولا يتطلب اتخاذ إجراءات خاصة.
- تتراجع آلام أسفل الظھر المفاجئة لوحدھا لدى غالبية المصابين بعد فترة قصيرة من الزمن.
- ستقوم طبیبتك\سیقوم طبیبك بإجراء مقابلة معك وبفحصك سریریاً. حیث أنه غالباً ما یكون ذلك كافیاً لاستبعاد وجود أسباب خطيرة لذلك، ولا يستلزم الأمر عادةً – في البدایة – الخضوع لفحوصات أخرى، أو إجراء فحص بالأشعة السینیة أو التصویر بالرنین المغناطیسي.
- يبقى الشيء المھم ھو: الحركة، وذلك لأنھا تعتبر أفضل وسيلة للقضاء على آلام أسفل الظھر. بینما یتم اللجوء إلى طرق أخرى – مثلاً تناول الأدوية – فقط كوسيلة داعمة. ينصح الخبراء بشكل واضح بعدم استعمال الحقن في الظھر.
الظھر السلیم
يتكون العمود الفقري من فقرات وأقراص فقریة ويشكل المحور الداعم للجسم، إذ تقوم عضلات الظھر والأنسجة الضامة الكثيفة بتثبيته ودعمه. یتحمل العمود الفقري وزن كل من الرأس والذراعين والجذع، ویقوم في نفس الوقت من تمكين الجسم من القيام بحركات مثل الثني والتمدد والانحناء والدوران، ويساعد في الحفاظ على توازن الجسم ودعمه واستقامته.
ما ھي آلام أسفل الظھر؟
آلام أسفل الظھر ھي الآلام التي تظھر في المنطقة السفلية للظھر وذلك أسفل قوس الأضلاع وفي أعلى منطقة الحوض، حیث غالباً ما یتعذر إیجاد سبب واضحٍ لظھور ھذه الأعراض. یتحدث الخبراء في ھذه الحالة عن آلام أسفل الظھر غیر النوعیة. إذ غالباً ما تكون ھذه الأخیرة غیر خطرة وتختفي لوحدھا بعد مرور مدّة زمنية قصيرة، ولا توجد ھنا علامات على وجود أسباب خطيرة لذلك مثل الالتھابات أو كسور العمود الفقري. ومع ذلك فإن آلام أسفل الظھر المفاجئة ھذه قد تُشكِّل عبئاً نفسیاً وتُقَلّل من نشاطك الیومي.
ما ھو مصدر ھذه الآلام؟
تحدث مثل ھذه الآلام التي تصيب أسفل الظھر في حالة تأذي الأعصاب المتواجدة بالقرب من العمود الفقري. وقد تكون ھناك أسباب كثيرة لذلك منھا على سبیل المثال:
- توتر العضلات
- اتخاذ وضعیة غیر سلیمة للجسم
- زيادة الوزن
- عدم الحركة
- الجلوس لفترات طویلة
قد تسبب أیضاً الأعباء النفسیة أو المھنیة الیومیة في ظھور آلام أسفل الظھر وقد تؤثر على مسار ھذه الأخیرة.
الفحص
في حالة مراجعة عيادة الطبيب بسبب آلام أسفل الظھر المفاجئة ستقوم طبیبتك\سیقوم طبیبك باستفسارك و ِبفحصك سریریاً، حیث عادة ما يُمَكّن ذلك من استبعاد ما إذا كان الأمر خطیراً. يتطلب إجراء المزيد من الفحوصات الأخرى، مثل وسائل التصوير الطبي (الكشف بالأشعة السینیة أو التصویر بالرنین المغناطیسي أو التصویر المقطعي) أو الفحوصات المخبرية، فقط في الحالات الاستثنائية أو في الحالات التي تستمر فیھا الآلام لمدة أكثر من 4 إلى 6 أسابيع.
العلاج
تعتبر الحركة – بحسب ما تُؤكّده دراسات مثبتة – أھم إجراء یمكن القیام به عند الإصابة بآلام أسفل الظھر المفاجئة. لیس من الضروري أن تقوم لھذا الغرض بإجراء تمارين رياضية عالية الأداء، بل إن المسألة تتعلق بالحفاظ قدر الإمكان على الأنشطة العادية الحیاة الیومیة أو توسیع مجال مزاولتھا.
قد تساعدك مسكنات الالم في ذلك بشكل مؤقت. یُنصح في الغالب بتناول حبوب مسكنات الألم التي تدخل ضمن مجموعة مضادات الالتھاب اللاستیرویدیة التقلیدیة NSAIDs والتي تشمل المواد الفعالة دیكلوفیناك أو ایبوبروفین أو نابروكسين. إلا أن ھذه الأخیرة قدّ تكون مصحوبة بآثار جانبية. ينصح الخبراء بتجنب تناول مسكن الألم المعتاد باراسيتامول، وذلك لأن ما توصلت إلیه الدراسات حالیاً یشیر إلى أن الدواء لم يساعد في القضاء على آلام أسفل الظھر.
قد یكون البقاء في الفراش مُضرّاً بالنسبة لكم. أثبتت العديد من الدراسات المھمة أن الإلتزام بالفراش لا يعمل على تحسين الأعراض، بل يؤدي إلى تفاقمھا يؤخّر الشفاء منھا. كما أنه قد یكون لذلك تأثیر سلبي على العضلات وقد یزید من خطر تشكل جلطات الدم.
من الممكن أن يتم التفكير في اللجوء إلى استعمال وسائل غير دوائية في حال عدم الاستجابة الكافية على التمارین الریاضیة والأدوية. قد یتم أیضاً إرشادك إلى استعمال العلاج الحراري أو الوخز بالإبر الصینیة أو العلاج الحركي المترافق مع تمارين خاصة كوسائل إضافية مُساعدة.
ما يمكنك القيام به بنفسك
- حاول قدر الإمكان الحفاظ على نشاطك البدني أو استئنافه تدریجیاً: یؤدي ھذا إلى تحقیق تحسن سریع لآلامك ویساعد على تجنب الإصابة بأمراض مزمنة.
- تساعد الحركة على التخفيف من آلام أسفل الظھر. يمكنك اختيار نوعية الحركة المناسبة لك والتي لا تضر بالظھر – مثل السباحة أو المشي لمسافات طويلة أو ركوب الدراجات. سیَُمكِّنك ذلك من تقویة عضلات ظھرك ویحسّن قوتك ومن قدرتك على التحمل والحركة.
- قد یساعد إجراء تغییرات طفیفة في التخفیف من العبء الذي يتعرض له الظھر. قم مثلاً بتغییر الوضعیة لمرات متعددة عند الوقوف أو الجلوس لفترة طویلة.
- إذا كنت تعاني من السمنة، فمن الأفضل أن تفقد شیئاً من الوزن حفاظاً على العمود الفقري.
- ابحث عن المعلومات التي تخص الأعراض التي تعاني منھا وأنواع العلاج الممكنة: كلما ازدادت معرفتك بذلك، سَھُل علیك التعامل مع الوضع.
- نادراً ما تكون أسباب آلام أسفل الظھر خطیرة، انتبه بالرغم من ذلك إلى ظھور علامات أخرى: ينبغي لك في حال إذا ظھرت مشاكل أخرى إضافةً إلى الآلام، مثل ظھور أعراض شلل أو الشعور بالخدر أو صعوبات عند التبول أو التغوط، الإسراع إلى استشارة طبیبة أو طبیب. من المحتمل أن يكون ذلك بمثابة إشارة تدل على وجود ضغط على الأعصاب في منطقة العمود الفقري (كما في فتق النواة اللبية ما يسمى اصطلاحاً “الديسك”).
المصادر:
Bundesärztekammer (BÄK), Kassenärztliche Bundesvereinigung (KBV), Arbeitsgemeinschaft der Wissenschaftlichen Medizinischen Fachgesellschaften (AWMF). Nationale VersorgungsLeitlinie Nicht-spezifischer Kreuzschmerz – Langfassung, 2. Auflage. Version 1. 2017. DOI: 10.6101/AZQ/000353. www.leitlinien.de/nvl/kreuzschmerz
Bundesärztekammer (BÄK), Kassenärztliche Bundesvereinigung (KBV), Arbeitsgemeinschaft der Wissenschaftlichen Medizinischen Fachgesellschaften (AWMF). PatientenLeitlinie zur Nationalen VersorgungsLeitlinie Kreuzschmerz. 2017. DOI: 10.6101/AZQ/000397 www.patienten-information.de/patientenleitlinien/patientenleitlinien-nvl/kreuzschmerz