التهاب النسج الداعمة هو من أمراض اللثة الالتهابية، يصيب الأنسجة المحيطة بالأسنان، والتي تشمل اللثة والعظم و الأنسجة المحيطة التي تدعم الأسنان.إذا لم يتم علاجه في الوقت المناسب، يمكن أن يؤدي إلى فقدان الأسنان ومشاكل صحية أخرى.
في هذا المقال، سنسلط الضوء على أعراض هذا المرض، أسبابه، وكيفية الوقاية منه.
أسباب التهاب النسج الداعمة
- تراكم اللويحة (Plaque/Biofilm): السبب الرئيسي لالتهاب النسج الداعمة هو تراكم الجراثيم ضمن ما يسمى بطبقة اللويحة على أسطح الأسنان، وهي طبقة رقيقة طرية او قاسية(الجير أو القلح) التي تتكون على الأسنان بعد تناول الطعام والشراب. المشكلة تكمن في عدم إزالة هذه الطبقة بشكل كافي من خلال التنظيف بالفرشاة، مما يؤدي لاحقاً إلى تصلبها لتصبح جيرًا. يعتقد الكثيرون أنهم ينظفون أسنانهم يومياً, لكن السؤال الصحيح هو هل تنظيفي لأسناني جيد بما يكفي؟!
- التدخين: يُعد التدخين من العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة بالتهاب النسج الداعمة. يقلل التدخين من تدفق الدم إلى اللثة، مما يضعف قدرتها على مقاومة العدوى والالتئام.
- العوامل الوراثية: قد يكون لبعض الأشخاص قابلية وراثية للإصابة بالتهاب النسج الداعمة، حيث يمكن أن تؤثر الجينات في قدرة الجسم على مقاومة الالتهابات.
- مشاكل صحية أخرى: يمكن لبعض الأمراض مثل السكري، وأمراض القلب، وهشاشة العظام أن تزيد من خطر الإصابة بالتهاب النسج الداعمة كما أن وجود هذا المرض دون علاج قد يؤدي عكساً إلى تفاقم هذه الأمراض.
أعراض التهاب النسج الداعمة
أسوأ ما في التهاب النسج الداعمة كونه صامتًا في أغلب الحالات، أي أنه يتطور دون أعراض واضحة أو آلام، مما يؤدي إلى كشف المرض في مراحل متقدمة يصعب علاجها.
في حال ظهور الأعراض التالية, راجع طبيبك قبل فوات الأوان:
- نزيف اللثة: من العلامات الأولى هي نزيف اللثة عند تنظيف الأسنان أو استخدام الخيط الطبي.
- تورم واحمرار اللثة: تصبح اللثة ملتهبة، حساسة، وذات لون أحمر داكن.
- رائحة الفم الكريهة: تسبب البكتيريا المسببة للالتهاب في إنتاج روائح كريهة يصعب التخلص منها حتى مع تنظيف الأسنان.
- انحسار (تراجع) اللثة: يحدث انحسار في اللثة، مما يجعل الأسنان تبدو أطول من المعتاد بسبب كشف أجزاء أكبر من جذورها.
- ارتخاء الأسنان أو فقدانها: مع تدهور حالة العظام والأنسجة المحيطة، قد تبدأ الأسنان في التحرك من مكانها أو حتى تسقط في الحالات المتقدمة.
إن وجود هذه الأعراض لا يعني بالضرورة تشخيص هذا المرض إنما قد يعطي دلالةً لضرورة الفحص السريري و الشعاعي.
مضاعفات التهاب النسج الداعمة
إذا لم يتم علاج التهاب النسج الداعمة في مراحله المبكرة، يمكن أن يؤدي إلى فقدان دائم للأسنان والعظام. حتى أن العلاج بالغرسات السنية (الزرعات) يصبح أصعب و في حالات متقدمة شبه غير ممكن
من أهم الخصائص لالتهاب المزمن ارتباطة الوثيق بزيادة خطر الإصابة بأمراض أخرى، مثل:
- أمراض القلب والشرايين: هناك ارتباط بين التهابات الفم وأمراض القلب نتيجة دخول البكتيريا إلى مجرى الدم.
- السكري: الالتهابات قد تجعل السيطرة على مستويات السكر في الدم أكثر صعوبة لدى مرضى السكري.
طرق الوقاية والعلاج
- النظافة الفموية الصحيحة: من أهم طرق الوقاية هو الحفاظ على نظافة الفم من خلال تنظيف الأسنان مرتين يوميًا على الأقل باستخدام معجون أسنان يحتوي على الفلورايد، بالإضافة إلى استخدام الخيط الطبي لتنظيف المناطق بين الأسنان.
- زيارات دورية لطبيب الأسنان: ننصح المرضى زيارة طبيب الأسنان بشكل دوري (كل 6 أشهر) لإجراء تنظيف دوري للأسنان وفحص شامل للثة والعظام المحيطة بالأسنان.
- الإقلاع عن التدخين: التوقف عن التدخين يساعد في تحسين صحة اللثة ويقلل من خطر الالتهاب.
- العلاج الطبي: في الحالات المتقدمة، قد يصف الطبيب علاجات مثل المضادات الحيوية أو إجراء عمليات تداخلات لتنظيف الجيوب العميقة في اللثة وإزالة الجير المتراكم.
الخلاصة
التهاب النسج الداعمة هو مرض صامت و خطير بتأثيره على ديمومة الأسنان و على الأمراض الجهازية الأخرى كالسكري و أمراض القلب. يمكن الوقاية منه من خلال اتباع العادات المذكورة آنفاً بشكل صحيح.
من المهم استشارة طبيب الأسنان فور ملاحظة أي من أعراض التهاب اللثة مثل نزيف اللثة أو انحسارها أو حتى حركة في الأسنان لتجنب تفاقم المشكلة والحفاظ على الصحة.