هل يمكنني تناول المضاد الحيوي مع كوب من الحليب؟ ماذا سيحدث لو تناولت الدواء مع كوب القهوة عند الصباح؟ وما هو تأثير عصير الجريفون على الأدوية ؟
يمكن أن تتفاعل الأدوية بطرق متعددة مباشرة أو غير مباشرة مع الأطعمة. يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعزيز أو تقليل تأثير الدواء، وبالعكس يمكن أن تؤثر الأدوية على امتصاص العناصر الغذائية. فيما يلي بعض الأمثلة النموذجية.
هام: استشر الصيدلاني أو الصيدلانية للحصول على نصائح حول التفاعلات المحتملة والطريقة الصحيحة للاستخدام! اقرأ بعناية تعليمات الاستخدام في نشرة الدواء!
الحليب ومنتجات الألبان، المياه الغنية بالكالسيوم:
يحتوي الحليب – تماماً مثل الجبن واللبن وبعض المياه المعدنية – على الكالسيوم. يمكن أن يشكل هذا المعدن، الذي هو مهم جداً للعظام، في المعدة روابط صعبة الذوبان مع أدوية معينة. وبالتالي، يمتص الجسم هذه الأدوية بشكل أسوأ ويصبح تأثيرها أضعف. تشمل الأمثلة على ذلك المضادات الحيوية مثل سيبروفلوكساسين، نورفلوكساسين، ودوكسيسيكلين. وكذلك أدوية هشاشة العظام مثل حمض الأليندرونيك أو حمض الريزيدرونيك وهرمون الغدة الدرقية إل-ثيروكسين.
تناول هذه الأدوية بفاصل زمني عن الطعام لا يقل عن ثلاث ساعات مع كوب من الماء قليل الكالسيوم.
الشاي والقهوة:
تحتوي القهوة والشاي الأسود والشاي الأخضر على مواد قابضة (تانينات) يمكن أن ترتبط بالأدوية وتعيق امتصاصها في الأمعاء. لذلك، يجب عدم تناول أقراص الحديد أو بعض الأدوية المضادة للاكتئاب مع القهوة أو الشاي. يمكن أن يحتوي شاي الفواكه أيضاً على هذه المواد قابضة. كما أن القهوة تزيد أيضاً من تأثير بعض الأدوية.
الألياف الغذائية:
توجد الألياف الغذائية في الفواكه والخضروات، في الحبوب الكاملة والبقوليات. يمكن لمن يتناول الأطعمة الصحية أن يقلل من امتصاص العديد من الأدوية في الأمعاء، حيث ترتبط هذه الأدوية بالألياف النباتية. ينطبق ذلك بشكل خاص إذا كنت تتناول بانتظام نخالة القمح أو الشوفان، أو بذور الكتان. لذلك، يجب مراعاة وجود فاصل زمني كافٍ عند تناول الأدوية.
الأطعمة الغنية بالدهون:
يقوم الكبد بإزالة المواد غير المرغوب فيها من الدم الذي يمر عبره. يشمل ذلك العديد من الأدوية، التي غالباً ما يتم التخلص منها جزئياً على الأقل في المرور الأول عبر الكبد. عندما يكون الكبد مشغولاً بهضم الطعام الغني بالدسم، يمكن أن يقلل ذلك من الاستقلاب الكبدي لبعض الأدوية مثل حاصرات بيتا (مثل بروبرانولول) وبالتالي يزداد تركيزها بالدم مما يزيد من تأثيرها. كما يتغير التأثير الخافض لضغط الدم لبعض الأدوية مثل ليركانيدبين بتناول الأطعمة الدسمة.
عصير الجريفون وعصائر الفواكه الأخرى:
يعتبر الجريفون من الأمثلة الكلاسيكية فيما يتعلق بالتداخلات الغذائية الدوائية. تمنع هذه الفاكهة الحمضية تحلل العديد من الأدوية التي يتم استقلابها في الكبد. ونتيجة لذلك، يزداد تركيز هذه الأدوية في الدم ويزداد تأثيرها. يمكن أن يستمر هذا التأثير لعدة أيام. قد يكون ذلك خطيراً إذا كانت الأدوية تسبب آثاراً جانبية قوية حتى بجرعة زائدة طفيفة. يشمل ذلك مثلًا السيكلوسبورين الذي يثبط جهاز المناعة، وخافضات ضغط الدم مثل نيفيديبين، وخافضات الكوليسترول مثل سيمفاستاتين ومميعات الدم.
قد يحدث تأثير مشابه إذا شربت عصائر التفاح أو البوملي أو الرمان أو البرتقال. لذلك من الأفضل الاستفسار في الصيدلية عن كيفية تناول دوائك بشكل صحيح. يجب أيضاً عدم شرب عصائر الفواكه مع ما يُعرف بمضادات الحموضة، وهي الأدوية التي تعادل الحموضة عند الإصابة بحرقة المعدة. ينطبق ذلك بشكل خاص على تلك التي تحتوي على أملاح الألومنيوم. لأن حمض الفاكهة يزيد من خطر امتصاص الألومنيوم من الجسم، مما يمكن أن يسبب آثاراً غير مرغوب فيها.
الكحول:
يتفاعل الكحول بطرق مختلفة مع الأدوية كما تتفاعل الأدوية بدورها مع الكحول. من جهة، يمكن للكحول أن يثبط استقلاب المواد الفعالة، مما يجعلها تعمل بشكل أطول وأقوى. من جهة أخرى، يمكن أن يعجل من استقلابها، مما يجعل الأدوية تعمل بشكل أقل فعالية. إلى جانب ذلك، قد يتم استقلاب الكحول نفسه ببطء أحيانا، مما يزيد من آثاره غيرالمرغوب فيها. يسبب الكحول عادة الشعور بالتعب والنعاس، ويؤثر على مستوى السكر في الدم، ويهيج غشاء المعدة. لذا قد يزيد النبيذ والمشروبات الكحولية والبيرة من الآثار الجانبية للأدوية.
بعض الأمثلة: يزيد الكحول من خطر أذية الكبد مع مسكن الحرارة باراسيتامول. يجعل الكحول الأدوية المهدئة والمنومة مثل زوبيكلون وأميتريبتيلين تعمل بشكل أقوى. يزيد الكحول من آثار تهيج غشاء المعدة للمسكنات مثل الأسبرين. يخفض الكحول مستوى السكر في الدم، مما يؤثر سلباً على أدوية السكري. لذا يجب عدم تناول الأدوية مع الكحول أبداً!
الخضار الورقية الخضراء:
تحتوي الخضروات الورقية مثل السبانخ والبروكلي والكرنب على فيتامين ك. هذه الخضراوات مفيدة جداً للصحة، لكنها قد تقلل من تأثير الأدوية المثبطة لتخثر الدم (مميعات الدم) مثل فينبروكومون أو وارفارين وبالتالي زيادة خطر حدوث الجلطات. من الأفضل تناول هذه الخضراوات بشكل منتظم بكميات متماثلة، وليس بكميات كبيرة مرة واحدة ثم فترة من عدم تناولها. لأن الأدوية تقوم بتثبيط تكوين عوامل التخثر التي تعتمد على فيتامين ك في الجسم. إذا دخل جسمك كمية كبيرة من فيتامين ك عبر الطعام، فإن تأثير فينبروكومون أو وارفارين قد يتناقص.
الزنجبيل والثوم:
من يتناول كميات كبيرة من الزنجبيل والثوم أو يتناولهما كمكمّل غذائي، يجب أن لا يتناولها مع الأدوية المميعة للدم. حيث يمكن للمواد الفعالة الموجودة فيها أن تزيد من خطر النزيف.
تأثير الأدوية على امتصاص المواد والعناصر الغذائية:
يمكن أن تؤثر مختلف الأدوية على امتصاص العناصر الغذائية في الأمعاء أو تغيير استخدامها في الجسم. تختلف الآليات بشكل كبير. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي مثبطات مضخة البروتون مثل أوميبرازول على المدى الطويل إلى تقليل امتصاص فيتامين B12 في الجسم. كما يمكن أن تعيق الأدوية التي تشكل مركبات في المعدة امتصاص المعادن المهمة مثل الكالسيوم والمغنيسيوم. قد تقلل المدرات، من كمية الأملاح الدموية الهامة.
نصائح مهمة
للإقلال من التداخلات المحتملة التي يمكن أن تحدث بين الدواء والطعام أو المكملات الغذائية عليك باتباع النصائح التالية:
- أطلع طبيبك على كل أنواع الأدوية والمكملات الغذائية التي تتناولها.
- اقرأ النشرة الداخلية للدواء بعناية والجأ إلى الطبيب أو الصيدلي للسؤال مع الحرص على معرفة الإرشادات والاحتياطات المتعلقة بكل أنواع الأدوية التي تتناولها حتى الأدوية التي تُصرف من دون وصفة طبية.
- الحرص على تناول الدواء مع الماء وعدم محاولة إضافة الدواء إلى الأطعمة أو المشروبات الأخرى إلا بعد سؤال الطبيب لأن هذا السلوك قد يغير من فعالية الدواء وطريقة عمله.
- عدم تناول الفيتامينات والمعادن في التوقيت نفسه لتناول العقاقير لأنها قد تتسبب في حدوث مشكلات تتعلق بفعالية وامتصاص الدواء.
- عدم خلط الدواء مع المشروبات الدافئة لأن الحرارة قد تؤثر على التركيب الكيميائي للدواء.
المصادر:
– Frankel EH, Wolfe JJ, McCabe-Sellers B, Handbook of Food-Drug Interactions
– Arzneimittelkommission der Deutschen Apotheker, Sicher is(s)t sicher, Interaktionen zwischen Arzneimitteln und Lebensmitteln
– Biesalski HK, Bischoff SC, Puchstein C, Ernährungsmedizin: Nach dem Curriculum Ernährungsmedizin der Bundesärztekammer und der DGE, 2010
– Hahn A, Wolters M, Lexikon der Ernährung
– Aktories K, Allgemeine und spezielle Pharmakologie und Toxikologie. Elsevier, Urban und Fischer, München/Jena 2005
– Lorenz M, Jochmann N, von Krosigk A et al., Addition of milk prevents vascular protective effects of tea. European Heart Journal 2007; 28:219–223